إلا الله أشكو
لشاعر /جميل بن معمر العذري
إلى الله أَشْكو، لا إلى النّاسِ، حُبَّها ... ولا بُدَّ مِن شَكْوَى حَبِيبٍ يُوَدَّعُ
إذا قلتُ هذا حينَ أَسْلُو ذَكَرْتُها ... فظَلَّتْ لها نَفْسِي تَتُوقُ وتَنْزِعُ
أَلاَ تَتَّقِينَ الله في حُبِّ عاشِقٍ ... له كَبِدٌ حَرَّى عليكِ تَصَدَّعُ
غَرِيبٌ مَشُوقٌ مُولَعٌ بِادِّكارِكُمْ ... وكُلُّ غَرِيبِ الدَارِ بالشَّوْقِ مُولَعُ
وَجَدْتُ غَداةَ البَيْنِ إذْ بِنْتِ زَفْرَةً ... كادَتْ لَها نَفْسِي عليكِ تَقَطَّعُ
وأَصْبَحْتُ مِمَّا أحْدَثَ الدَّهْرُ خاشِعاً ... وكنتُ لرَيْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ
فَما في حَياةٍ بَعْدَ مَوْتِكِ رَغْبَةٌ ... ولا فِي وِصالٍ بَعْدَ هَجْرِكِ مَطْمَعُ
وما لِلهَوَى والحُبِّ بَعْدَكِ لَذَةٌ ... وماتَ الهَوَى والحُبُّ بَعْدَكِ أَجْمَعُ
فإنْ يَكُ جُثْمانِي بأَرْضٍ سِواكُمُ ... فإنَّ فؤادِي عِنْدَكِ الدَّهْرَ أَجْمَعُ
إذا قلتُ هذا حينَ أَسْلُو وأجْتَرِي ... على هَجْرِها ظَلَّتْ لها النَّفْسُ تَشْفَعُ
وإنْ رُمْتُ نَفْسِي كيفَ آتِي لِهَجْرِها ... ورُمْتُ صُدُوداً ظَلَّتْ العَيْنُ تَدْمَعُ
فيا قَلْبُ خَبِّرْنِي ولَسْتَ بفاعِلٍ ... إذا لَمْ تنل واسْتَأْثَرتْ، كَيْفَ تَصْنَعُ
وقَدْ قَرَعَ الواشُونَ مِنْها يَدَ العَصا ... وإنَّ العَصا كانتْ لِذِي الحِلْمِ تُقْرعُ
وأعْجَبَنِي يا عَزُّ مِنْكِ خلائِقٌ ... كِرامٌ، إذا عُدَّ الخَلائِقُ، أَرْبَعُ
دُنُوُّكِ حتَّى يَرْفَعَ الجاهِلُ الصِّبَا ... ورَفْعُكِ أَسْبابَ الهَوَى حِينَ يَطْمَعُ
فيا رَبِّ حَبِّبْنِي إِلَيْها، وأَعْطِنِي ال ... مَوَدَّةَ مِنْها، أنتَ تُعْطِي وتَمْنَعُ