الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور و من أنس العشرة إلى وحشة الوحدة و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل فانظر هل وجدوا من الموت حصنا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعاكسات تعتبر واحدة من أعظم وسائل جلب الفساد وانتشار الفاحشة بتيسير اللقاء الحرام وما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما وهي وسيلة من وسائل دمار الأسر وتضييع مستقبل الفتيات فكم من فتاة عرف عنها ذلك السلوك المشين فأغلقت على نفسها باب الزواج وعن أخواتها وربما عن إخوانها أيضًا وكم من زوجة وقعت فريسة للمعاكسات فعلم زوجها فطلقها وضاعت وضاع أولادها معها والمعاكس لا يحسن الظن بأهله وزوجته فيما بعد فكل حركة سيظنها تعاكس وكل كلمة أو مكالمة سيظنها مع رجل كما كان يفعل هو بغيرها فيضيع الاستقرار من الأسر وكأنها عقوبة من الله تعالى على فعلة السوء والتسلط على أعراض الناس.ومن تتبع ما وقع من جراء المعاكسات من حوادث أليمة وفواحش عظيمة تحسر أيما تحسر على أحوال بنات المسلمين وأدرك أن هذه المعاكسات وسيلة تغرير وشباك صيد يستهدف عرضهنَّ ويسود وجوههنَّ ويتركهنَّ ضحايا في الزوايا أو بائعات هوى ومنحرفات سوسًا ينخر في جسد الأمة.وقد تعددت طرق المعاكسات وتفنن فيها الشباب بنوعيه أيما تفنن فبين غمز بالعين أو همز ولمز باللسان أو ابتسامة ناعمة أو نكتة طريفة أو تعليقة يظنها صاحبها ظريفة وبين نظرة ناعسة أو تسريحة ساحرة أو عباءة ملفتة أو مشية متكسرة متغنجة أو ابتسامة موحية أو عطر يسحر القلب قبل الأنف.وأما الهواتف فهي البلاء المبين والخطر العظيم فاتصالات عشوائية تبحث عن فريسة أو إلقاء رقم من طرف ليلتقطه الطرف الآخر لتبدأ رحلة العصيان والتي لا تنتهي على خير في أكثر وقائعها.وقد استعيض عن الأخير بما يسمى خدمة البلوتوث الأسرع والأضمن والأكثر أمنًا وتقدمًا وتطورًا علاوة على ما يرسل مع الرقم من لقطات فكاهية أو كلمات غرامية أو مقطوعات غنائية أو حتى صور إباحية وخلاعية